الأطعمة التي كن يتناولها نبينا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم" لم تكن عبثًا، بل كانت لها فوائد وأسس علمية، حيث مازال الطب الحديث يستكشف ويبحث في أسرار نمط غذاء الرسول، حيث كان هذا من أسرار الاعجاز الإلاهي التي اصطفى بها النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
ما هي أسرار الغذاء الذي كان يتناول نبينا الكريم!
أولًا: طبيعة غذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية الوقاية من الأمراض
كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما يستيقظ من نومه وبعد فراغه من الصلاة وذكر الله عز وجل، يتناول كوبًا من الماء مذابًا فيه ملعقة من عسل النحل ويذيبها إذابة جيدة، لأنه ثبت علميًا أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه، بمعنى أن جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل.
وذُكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عليكم بشراب العسل".
هذا يدل على الفوائد العظيمة لشرب العسل مع الماء، فقد اكتشف الطب الحديث أن خليط العسل والماء يعمل على تنبيه الجهاز الهضمي للعمل بكفاءة عن طريق زيادة قدرة عمل الحركة الدورية للأمعاء، وحيث يعمل العسل كمادة غذائية متكاملة بسبب احتوائه على السكريات الأحادية التي تمت مباشرة ولا يجري عليها هضم، وتتولد مركبات يسمونها أدونزين ثلاثي الفوسفات وهو ما يطلق عليه (وقود العضلات )، وهذا ما جعل علماء التغذية يأخذون الماء ويكسبوه طاقة وهو ما يطلق عليه الآن في أوروبا باسم (العلاج بالماء )، لأن الماء يكتسب صفات ما يضاف عليه من مواد، حيث ما زال الطب الحديث حتى الآن يبحث في أسرار الغذاء الذي كان يتناوله النبي "صلى الله عليه وسلم".
ثانيًا: إفطار النبي صلى الله عليه وسلم
بعدما يتناول النبي صلى الله عليه وسلم شراب العسل، يتكئ قليلًا، وبعد العبادة المهجورة التي كان يؤديها نبينا الكريم وبعد صلاة الضحى، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتناول سبع تمرات مغموسة في كوب لبن، كما رُوي عن النبي “من تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر”.
حيث ثبُت بالدليل العلمي أن هناك إنزيمًا يرتفع أداؤه في حالة التسمم، وعندما يتم تناول سبع تمرات لمدة شهر يوميًا، يُلاحظ أن هذا الإنزيم قد بدأ في الهبوط والعودة لوضعه الطبيعي، وهذا من الإعجاز الإلهي الذي خُص به النبي صلى الله عليه وسلم.
من الظواهر التي أثبتها العلم الحديث المتعلقة بسبع تمرات: ظاهرة الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي، حيث أنّ العمال الذين يعملون بالمناجم وبالرصاص وبالمواد السامة، "الأماكن الأكثر عرضة للسموم"، عندما يتناولون سبع تمرات يوميًا يتوقف تأثير المواد السامة تمامًا، وهذا ما نشره العالم اليهودي اندريا ويل (الذي أعلن إسلامه بعد ذلك ) في بحثه تحت عنوان "سبع تمرات كافية"، الذي أثبت فيه أن سبع تمرات تعد علاجًا للتسمم ونصح جميع العاملين المعرضين للتسمم بتناولها يوميًا، وهذا ما يثبته حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي في سننه من أن (التمر من الجنة وفيه شفاء من السم )، والدليل من القرآن يساقط عليك رطبًا جنيًا، وهذا ما أيده العالم اندريا ويل في كتابه (الصحة المثلى )، واستشهد فيه بأحاديث النبي عن التمر وفوائده العظيمة للصحة وللإنسان وكيفية الوقاية من الأمراض.
ثالثًا: غذاء النبي صلى الله عليه وسلم
بعد تناول النبي صلى الله عليه وسلم لوجبة الإفطار، يظل حتى يفرغ من صلاة العصر، ثم يأخذ ملعقة كبيرة من زيت الزيتون وعليها نقطتين من الخل مع كسرة خبز شعير، أي ما يعادل كف اليد . وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية بعض الفوائد لزيت الزيتون، وقد أثبت العلم الحديث أن هناك أنواعًا عديدة من السرطان، مثل سرطان العظم ، فقد استخدم زيت الزيتون لعلاجها، وهي ما قال فيها الله عز وجل "وصبغ للآكلين" فكلمة صبغ للآكلين كما فسرها ابن كثير والقرطبي وكل التفاسير، أنها تصبغ الجسم أي لها صفة الصبغية، وقد أيد الطب الحديث في اكتشافاته أن زيت الزيتون يحتوي على أحماض دهنية وحيدة التشبع يعني غير مشبعة، ولذلك يقول العالم أندريا ويل: أنه وجد بالتجربة أن زيت الزيتون يذيب الدهون وهذا من قدرة الله، دهن يذيب الدهون! فهو يعالج الدهون مع أنه دهن، وذلك لأنه يحتوي في تركيبه على (أوميجا 3) بعدد كبير وأوميجا 3 تعالج الدهون.
كما ثبت علميًا أن زيت الزيتون يحمي من أمراض تصلب الشرايين والزهايمر وهو مرض الخرف وضعف الذاكرة ويضيع المخ، واستطاع العالم أندريا ويل أن يثبت كيف يقوم زيت الزيتون بالتدخل في الخلية المصابة بالسرطان ويعالجها ويؤثر فيها، ووصف كلمة صبغ للآكلين التي جاءت في القرآن على أنها الصبغيات (الكروموسومات )، ووصف السرطان بأنه اتساع بين الخلايا الواحدة بعض الشيء، وثبت أن زيت الزيتون يقوم بتضييق هذا الاتساع ويحافظ على المسافات بين الخلايا، وهنا تتجلى قدرة الله عز وجل في انتقائه لغذاء نبيه محمد فكان النبي يغمس كسرة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل. حيث اكتشف العلم الحديث أن الخل الناتج من هضم المواد الكربوهيدراتية في الجسم هو مركب خليّ اسمه (أسيتو أستيت ) والدهون تتحول إلى أسيتو أستيت، ويبقى المركب الوسطي للدهون والكربوهيدرات والبروتين هو الخل فعند تناول الخل وحدوث أي نقص من هذه المواد يعطيك الخل تعويضًا لهذا النقص، وتبين بالعلم الحديث أن زيت الزيتون مع الخل يقومان كمركب بإذابة الدهون عالية الكثافة التي تترسب في الشرايين مسببة تصلبها، لذلك أطلق العلماء على الخل مع زيت الزيتون (بلدوزر الشرايين )، لأنه يقوم بتنظيف الشرايين من الدهون عالية الكثافة التي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين.
وليس مهمة الخل فحسب القيام بإذابة الدهون، بل يقوم مع الزيتون كمركب بتحويل الدهون المذابة إلى دهون بسيطة، يسهل دخولها في التمثيل الغذائي ليستفيد الجسم منها، ثم بعد أن يتناول النبي صلى الله عليه وسلم غداءه، كان يتناول جزرة حمراء من التي كانت تنبت في شبه الجزيرة العربية، وقد أثبت العلم الحديث بالدليل والتجربة أن الجزر الأحمر يوجد به (أنتوكسيدات )، وهي من الأشياء التي تثبط عمل مسببات السرطان، كما أثبت الطب الحديث أن الجزر يساعد على نمو الحامض النووي والعوامل الوراثية، وهذا من الإعجاز الإلهي، لذلك فإن الكثير من الأطباء ينصحون بتناول الجزر كمصدر لفيتامين A، وهو مصدر لتجدد العوامل الوراثية بالحامض النووي، كما أنه يؤخر ظهور الشيب.
رابعًا: عشاء النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ينتهي من صلاة العشاء والنوافل والوتر، وقبل أن يدخل في قيام الليل، كان يتناول وجبته الثالثة في اليوم وهي وجبة العشاء، وكانت تحتوي على اللبن الروب مع كسرة من خبز الشعير، وقد أثبت العلم الحديث أن تناول كوب من اللبن الروب في العشاء يعمل على إذابة الفضلات المتبقية في المصران الغليظ، ويقوم بتحليلها إلى مركبات بسيطة يسهل الاستفادة منها ومن الفيتامينات الموجودة بها.
وقد جرت بعض الدراسات العلمية، التي قام بها عدد من خبراء التغذية في الغرب، بينت فوائد اللبن الروب عند تناوله ليلًا، فهو يجعل الترسبات غير المرغوب فيها تتفتت ويستفيد منها الجسم، وهذا من الإعجاز في تناول النبي لهذه الوجبة ليلًا كوجبة عشاء هامة وضرورية وسريعة الهضم، وتجعل الجهاز الهضمي يعمل بكفاءة، لذلك هناك عدد من الأطباء دائمًا يصفون لمرضاهم اللبن الروب ليلًا في وجبة العشاء، لأنه مريح للقولون ولا يسبب تقلصات في المعدة.
ختامًا، وانطلاقًا من قوله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، فلو تأملنا جيدًا سنجد أن النبي كان خير قدوة لنا في مأكله ومشربه وملبسه، كان قدوةً ومعلمًا للبشرية، فقد أعجز بعلمه العلماء، وفاقت فصاحته البلغاء والأدباء، فكان إذا تحدث صدق وما ينطق عن الهوى، ولو تأملنا جيدًا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الطعام لوجدنا أنه أخبرنا من آلاف السنين بما لم يستطع العلم الحديث اكتشافه، وقد قام عدد من العلماء الباحثين في هذا المجال بتأليف كتب عديدة تحمل أسرار الغذاء النبوي والوقاية من الأمراض عن طريق السنة، وسيظل العلم الحديث يستكشف في هذه الأسرار النبوية إلى أن تقوم الساعة.
Comentarios