top of page

المولد النبوي | كلمات من ذهب اوصى بها الرسول لصحة الانسان

قال الله تعالى‎: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يترك لنا شيئاً، إلا وقد بيّنه لنا وفصّله وهدانا لأفضل شيء في كل مجالات حياتنا. وبالطبع أن كل شخص فينا يُحب أن يكون بصحة جيدة وبمظهر جيد دائمًا، ويتمتع ببشرة وجسد جميل خالي من المشاكل، وقد فصّل لنا الرسول صلى الله عليه وسلم لنا ذلك بكل دقة، وهذا جزء بسيط من الأشياء الكثيرة جدًا التي تعلمناها من النبي صلى الله عليه وسلم.

كيف علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم التعامل مع فيروس كورونا؟

بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث، مبادئ الحجر الصحي بأوضح بيان، فأمر بمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون، ومنع كذلك أهل البلدة من الخروج منها، بل جعل الخروج منها كالفرار من الزحف الذي هو من كبائر الذنوب، وجعل للصابر في الطاعون أجر الشهيد.

إذ روى البخاري في صحيحه قصة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين خرج إلى الشام، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها: "سرغ"، بالقرب من اليرموك، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام، فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا، فقال بعضهم: قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تُقْدِمَهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعوا لي الأنصار، فدعاهم فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعاهم فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تُقْدِمَهم على هذا الوباء.

فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّح على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته، فقال: إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) قال: فحمد اللهَ عمرُ ثم انصرف.

فإن منع الناس من الدخول إلى أرض الوباء قد يكون أمرا واضحا ومفهوما، ولكن منع من كان في البلدة المصابة بالوباء من الخروج منها إن كان صحيحا معافى، كان أمرا غير واضح التبرير في ذلك الوقت، حيث كان يفترض بالشخص السليم الذي يعيش في بلدة الوباء أن يفر منها إلى بلدة أخرى سليمة، حتى لا يصاب بالعدوى، ولم تعرف العلة في ذلك إلا في العصور المتأخرة التي تقدم فيها العلم والطب.

وهذا الذي تفعله الحكومات حاليًا في ظل أزمة فيروس كورونا، حيث قاموا بعزل الناس بمنطقة خاصة بهم وقاموا بمنع تنقل الناس من وإلى المدن، وقاموا بإغلاق المعابر والمطارات ليستطيعوا حصر انتشار الفيروس قدر الإمكان لحين إيجاد اللقاح المناسب له.


كيف علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نُحسّن رشاقتنا؟

إذا كنا نريد الرشاقة علينا اتباع نظام رسول الله صلى الله عليه وسلم الغذائي، وهو أحسن نظام غذائي في العالم‎: (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع‎)، يعني أن لا تأكل إلا إذا شعرت بالجوع، فلا تأكل فقط لتسلي نفسك في وقت الفراغ، فلا تأكل إلا إذا شعرت فعلا بالرغبة في الأكل وإذا أكلت لا تأكل حتى تملىء معدتك تمامًا، وقد قيل ‎"إذا أكلت كثيراً نمت كثيراً فندمت كثيراً"، لأن النوم الكثير بدوره يقضي على ساعات يومك التي تحتاجها للقيام بأعمالك وإنجاز المهام المطلوبة منك خلال ساعات اليوم.

تناول الطعام بكميات معقولة هو الهدف الأساسي للشخص الذي يريد المحافظة على صحته، والذي يريد إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، وحديثه الشريف يُعد تفسيرا للآية القرآنية (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يُحب المسرفين) سورة الأعراف. لذلك يجب على الإنسان أن يتناول الطعام بشكل معقول، حتى يستفيد منه حيث يمنحه الطاقة، ولا يُكثر من تناوله حتى لا يعاني من الأمراض والخمول وزيادة الوزن.

كيف تعلّمنا من النبي صلى الله عليه وسلم الإهتمام بنضارة البشرة وتأخير الشيخوخة؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصبح بسبع تمرات عجوه لم يصبه سم ولا سحر‎"، فالسموم الموجودة في الغذاء، أبلغنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1400 عام، بأن التمر كفيل بمعجزة بأن يقضي على ضررها، فقد أثبت العلم الحديث أن التمر مفيد جدًا للبشرة والقولون ويؤخر الشيخوخة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‎" ياعائشة بيت ليس فيه تمر جياع أهله يا عائشة بيت ليس فيه تمر جياع أهله‎"، قالها مرتين أو ثلاثاً وهذا لأن التمر فيه، معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم والمخ والبشرة. فهو غذاء يمدك بكثير مما تحتاجه لبشرتك وجسمك وعقلك أيضا لأن المخ يتغذى على السكريات، والسكريات التي في التمر سريعة الهضم وليس لها أضرار جانبية ، فـ ‎100 جرام من التمر يساوي وجبة غذائية كاملة فيها كل العناصر الغذائية التي تحتاجينها.

كيف تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم نضارة الجسم والشعر؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيت الزيتون‎: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة‎"، وقد أثبت العلم الفوائد الكثيرة لزيت الزيتون سواءً للشعر أو للبشرة، يقي من تساقط الشعر‎، يقضي على الفطريات‎، يساعد على التئام الجروح والقروح بسرعة‎، ويعطي نضارة للبشرة وينعمها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدهن غبّا ويكتحل وترا‎، يعني يدهن يوماً بعد يوم ويكتحل ثلاث مرات. وقد أثبت العلم الحديث أيضًا أن الإدهان كل يوم يؤدي إلى انسداد مسام البشرة ويؤذيها.

كيف أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم الإهتمام جمال العين وإطالة الرموش؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‎ :"خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر‎"، قبل نومك وأثناء نهارك لا تنسين كُحل الإثمِد فإنه خير أكحالنا التي نكتحل بها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد جاء لي حساسية في عيني لم أكن أستطيع الإكتحال بأي شيء غير الإثمِد هو الوحيد الذي أضعه ولا يسبب لي أي حساسية.

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ لحيته لأنه صلى الله عليه وسلم لم يظهر له في لحيته إلا ما لا يزيد عن عشرين شعرة بيضاء، لكنه أباح الخضاب -الصبغ- سواء اللحية أو الشعر لأصحابه، فكان سيدنا أبو بكر وغيره يخضبون لحيتهم، أما شعر الرأس فكان صلى الله عليه وسلم يخضبه بالحناء، وهذا لزوم الوحى، فعندما كان يأتيه الوحى كان يحدث له صداع شديد، فكان يجعل على رأسه الحناء عند نومه، وهذا يُذهب الصداع، وهذه سُنَّة عن حضرته صلى الله عليه وسلم.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى فكل ما يقوله لنا يجب علينا تصديقه واتباعه صلى الله عليه وسلم، فهذه الوصفات النبوية ما هي إلا نقطة من بحر علم النبي صلى الله عليه وسلم، بيّنها لنا وأوضحها منذ قرون وسهّل لنا عناء البحث ومشقة التجربة.. ما أعظمك يا حبيبي يا رسول الله.

41 views0 comments

Comments


bottom of page