في آواخر عام 2019 ظهرت أول حالة لمريض مُصاب بفيروس كورونا كوفيد-19، لم يكن يتوقع أحد أن ينتشر هذا الفيروس بهذا الشكل، بل وأكثر المتشائمين لم يكن بحسبانه أن يبقى هذا الفيروس من ضد مانع لمدة أكثر من عام!
أثّر فيروس كورونا بشدة على جميع مناحي الحياة، وتسبب بفرض حظر تجوال في تقريبا كل دول العالم، ومنعنا من السفر، بل وتسبب بزيادة نسبة البطالة في جميع دول العالم.
أتى الفيروس وحصد الأرواح الكثيرة خلال عام من ظهوره، لحد هذه اللحظة بلغ عدد الوفيات 1.5 مليون شخص حول العالم، وأصيب به 65 مليون شخص!
ولكن لابد أن يزول الظلام ويأتي النور، كذلك هذا الفيروس فقد أصبحت نهايته أقرب مما مضى، حيث دأب العلماء على دراسته بشكل مفصل وإجراء العديد من التجارب لإيجاد اللقاح الذي سيُخلص العالم منه إلى الأبد.
حاليًا تم الإعلان عن ثلاث لقاحات، سوف نتطرق لكل لُقاح منها بشكل منفصل:
لقاح بيونتيك-فايزر:
وهو أول لقاح يتم الإعلان عنه، حيث كان إعلان شركتي فايزر وبيونتيك عن النتائج الأولية إنجازاً كبيرا، حيث أعلنت أن اللقاح نسبة نجاحه وصلت إلى 90% للقضاء على أعراض فيروس كورونا، وذلك بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وهذا اللقاح يعتمد على تقنية تعتمد على المادة الوراثية المعروفة باسم "مرسال الحمض النووي الريبي" أو mRNA، حيث يحتوي اللقاح على جزء من الحمض النووي الريبي استخلصه العلماء من الفيروس، وتم تحويله إلى لقاح يحتوي على جسيمات نانوية دهنية تحيط بشريط من المادة الوراثية ذاتها.
وبعد حقنها في الذراع، تنقل الكبسولة الدهنية حمولتها من الخلايا إلى الجسم، حيث تأمر الخلايا الجديدة خلايا الجسم ببناء بروتين "سبايك"، وهو ما يعلم الجهاز المناعي كيفية التعرف إلى فيروس كورونا وبالتالي مكافحته. وبحسب المعلومات، فإن اللقاح عبارة عن جرعتين يتم حقتهما في ذراع الشخص بفاصل 3 أسابيع بينهما، فيما تبدأ فاعلية اللقاح بعد 28 يوما من التطعيم.
المملكة المتحدة تقدمت بطلب الحصول على 10 ملايين جرعة بحلول نهاية العام الجاري، مع طلب 30 مليون جرعة أخرى.
حصل نحو 43 ألف شخص على اللقاح، ولا توجد مخاوف بشأن سلامته.
يجب تخزين اللقاح في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر وسيتم نقله في صندوق خاص مبطن بثلج جاف (ثاني أكسيد الكربون في صورة صلبة) ومثبت به جهاز تعقب GPS، من أجل الوصول بشكل آمن إلى المملكة المتحدة البريطانية.
اللقاح قد يُستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية الشهر القادم.
لقاح موديرنا:
آلية عمل لقاح موديرنا هي نفس آلية عمل لقاح فايزر، وتقول الشركة بعد اجرائها للعديد من الدراسات والتجارب السريرية بأن هذا اللقاح يقضي بنسبة 94.5% على الفيروس.
يتم الحصول عليه في جرعتين تفصل بينهما مدة أربعة أسابيع.
يشارك في التجارب 30 ألف شخص، حصل نصفهم على اللقاح، بينما تلقى النصف الآخر لقاحاً وهميا (Placebo effect).
ويعد تخزينه أسهل من لقاح فايزر، إذ يبقى مستقراً عند درجة حرارة مئوية 20 تحت الصفر لمدة تصل إلى 6 أشهر.
ستحصل المملكة المتحدة على خمسة ملايين جرعة بحلول الربيع.
لقاح أوكسفورد:
كشفت جامعة "أكسفورد" وشركة الأدوية "أسترازينيكا" عن نتائج تجارب لقاح المرحلة الثالثة ضد فيروس كورونا، ولكن ظهرت الكثير من الأسئلة، حيث تم نشر أن لقاح أوكسفورد تبلغ فعّاليته 70%، أي أقل بكثير من نسبة 94.5% إلى 95%، والتي أبلغ عنها المرشحان الرئيسيان الآخران، "مودرنا"، و"فايزر"، ومع ذلك، يمكن أن يثبت هذا اللقاح أنه أكثر قيمة للعالم مقارنةً باللقاحين الآخرين في الأشهر المقبلة.
وإذا تمت الإجابة على الأسئلة المتعلقة بنتائجه وحصوله على الموافقة، فقد يكون المنتج رائداً في توفير تغطية اللقاح في البلدان الأكثر فقراً، حيث هناك حاجة ماسة إليه.
وتعتمد اللقاحات على تقنيات مختلفة، ويستخدم لقاح "أسترازينيكا" فيروسات غدية لنقل الأجزاء الجينية من فيروس كورونا إلى الجسم، مثل لقاح "جونسون أند جونسون"، و"سبوتنيك-V" الروسي.
وأما "مودرنا" و"فايزر"، فهما يستخدمان قطعاً من مادة وراثية تُدعى "mRNA" لتحفيز الجسم على صنع قطع اصطناعية من فيروس كورونا، وتحفيز الاستجابة المناعية.
ويتميز اللقاح الذي تم تطويره في جامعة "أكسفورد" بإنجلترا بكونه أرخص بكثير من اللقاحات الأخرى.
والأهم من ذلك، سيكون نقله وتوزيعه في البلدان النامية أسهل بكثير مقارنةً بمنافسيه، لأنه لا يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة منخفضة.
ويمكن الاحتفاظ بلقاح "أكسفورد-أسترازينيكا" في درجة حرارة تتراوح من 2 إلى 8 درجة مئوية لمدة 6 أشهر على الأقل.
ماذا قال رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر عن هذه اللقاحات؟
قال فرانشيسكو روكا خلال مؤتمر صحافي افتراضي "نحذر من أي اقتراح يفيد بأن اللقاح كاف وحده لإنهاء تفشي الوباء. وللقضاء عليه علينا التغلب على وباء الشكوك أيضا".
وفي كلمة تسبق قمة عالمية تنظمها الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع أعرب روكا عن القلق من الشكوك المتزايدة في العالم بشأن اللقاحات المقبلة.
وقال "وفقا لدراسة جديدة لجامعة جونز هوبكنز في 67 بلدا تراجع قبول اللقاح بشكل كبير في معظم الدول بين يوليو وأكتوبر". وأضاف "نسبة القبول في اليابان تراجعت من 70 الى 50% وفرنسا من 51 إلى 38%".
وأوضح أن الريبة لا تقتصر على الغربيين مشيرا إلى ثماني دول أفريقية (جمهورية الكونغو الديموقراطية والكاميرون والغابون وزيمبابوي وسيراليون ورواندا وليسوتو وكينيا)، وقال "في هذه الدول لاحظنا مؤخرا تراجعا مستمرا في فهم الأفراد لخطر الإصابة والوباء". ويرى عدد أكبر من الأشخاص أن الفيروس لا يمكن أن يصيب الشباب أو الأفارقة وأن الوباء غير موجود أو اختفى.
Comments