مرض كرون: عبارة عن التهاب مُزمن يُصيب الجهاز الهضمي عامّةً من الفم حتّى الفتحة الشرجيّة.
هذا الالتهاب يتفشى في جميع طبقات الجدار المعويّ بشكل غير متتابع، ويتميّز بوجود مناطق غير مُصابة سليمة وطبيعيّة، وقد تتبدّل بأخرى مصابة.
ذروة ظهور مرض كرون تكون عادةً في العقد الثالث من العمر.
أنماط مرض كرون:
يتميّز مرض كرون بأربع أنماط مختلفة الطابع ومختلفة الأشكال السريريّة، وهي كالآتي:
1. الصورة الالتهابية
تظهر على شكل أوجاع في الجانب السفلي الأيمن من البطن مصحوبة بإسهال، وحُمّى، وانخفاض في الوزن.
2. الصورة الانسدادية
تتميز بالأوجاع وانتفاخ البطن بعد الأكل، والإمساك، والغثيان، والقيء، وانخفاض الوزن.
3. صورة الانثِقاب المغطّى المخفيّ
تظهر بأعراض مشابهة لتلك التي تميز التهاب الزائدة الدوديّة، أو التهاب الرتج، ولدى نشوء ناسور.
4. اتصال بين عروة معويّة مع عضو آخر
عندها يشكو المريض من الإفراز من الفتحة إلى الجلد إلى المسالك البوليّة، أو المسالك الجنسيّة، وقد تظهر أيضًا علامات العدوى، ويُشير الفحص المخبري في مثل هذه الحالة إلى التهاب مزمن، حيث تترسّب الكريات الحمراء بسرعة فائقة في فحص ترسب الكريات الحمراء، أو يحدث فقر دم، أو نقص في البروتينات.
وقد يشمل داء كرون أيضًا مشاكل في أعضاء من خارج الأمعاء، مثل:
التهاب الجلد.
ألم في المفاصل.
مشاكل في العينين.
حصى الكلى.
حصى المرارة.
اضطرابات شتى في الكبد.
يزيد مرض كرون من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة، مثل: سرطان القولون، أو سرطان الأمعاء الدّقيقة.
أعراض مرض كرون
الأعراض التي تُصاحب داء كرون قد تتراوح بين المعتدلة والحادّة جدًا، وقد تظهر هذه الأعراض بصورة تدريجية بشكل مفاجئ دون سابق إنذار.
في الآتي بعض الأعراض التي تميّز داء كرون:
الإسهال
الالتهاب الناجم عن داء كرون يُحفز الخلايا الموجودة في المناطق المصابة في جدران الأمعاء على إفراز كميّة كبيرة جدًّا من المياه والأملاح، وبما أنه ليس باستطاعة الأمعاء امتصاص فائض السوائل المتراكمة هذه بشكل كامل يحدث الإسهال.
تُساهم التشنّجات المعويّة الحادّة أيضًا في إنتاج براز ليّن جدًّا، وفي الحالات الأقل حدة قد يكون البراز أكثر ليونة من المعتاد وبوتيرة أعلى من المعتاد، ولكن الأشخاص الذين يُعانون من داء كرون بشكل حاد قد يُعانون من ضرورة التغوط نحو 12 مرة يوميًا مما يُؤثر سلبيًا على جودة النوم وعلى الفعاليات اليوميّة.
أوجاع بطن وتشنّجات
الالتهاب والجروح التي تنتج قد تتسبب بانتفاخ الجدار المعوي إلى درجة تكوّن النّدوب في مواضع وجودها، وقد يُؤثر هذا سلبًا على حركة محتويات الأمعاء، مما قد يُسبب الآلام والتشنُّجات.
شعور غير مريح
يُسبب داء كرون في درجته المتوسطة شعورًا غير مريح يتراوح بين الخفيف والمعتدل، وكلّما كانت الحالة أكثر حدة كانت الأوجاع أكثر شدة وقد تكون مصحوبة بالغثيان والقيء.
دم في البراز
الغذاء الذي يتحرك عبر الأمعاء قد يتسبب بنزيف من المناطق الملتهبة، أو قد يتسبب بنزف الأمعاء ذاتها، وفي مثل هذه الحالة قد تظهر علامات الدم باللون الأحمر الفاتح على أطراف حوض المرحاض، أو باللون الأحمر القاني مع البراز، ولكن قد يكون الدم خفيًا غير مرئي.
التقرحات
يبدأ مرض كرون بصورة جروح صغيرة ومتفرّقة على سطح جدران الأمعاء، وفي نهاية الأمر تتحول هذه الجروح إلى تقرحات كبيرة تتغلغل عميقًا، وفي بعض الأحيان تعبر من جدران الأمعاء، وقد تظهر أيضًا قروح في الفم تُشبه في صورتها الفطريّات الفمويّة.
فقدان شهيّة وفقدان الوزن
أوجاع البطن، والتشنّجات، والالتهاب في جدار الأمعاء قد تُؤثّر على وضع الشهيّة وعلى قدرة الهضم وامتصاص الغذاء.
نواسير وخُراج
الالتهاب المترتب عن داء كرون قد ينتقل عبر جدار الأمعاء إلى داخل أعضاء داخليّة أخرى، مثل: المثانة أو عنق الرحم فتربط فيما بينها، وهذا الاتصال يُسمّى ناسور، هذا الأمر قد يؤدّي أيضًا إلى تكوين خُراج، وهو جرح منتفخ مليء بالقيح، ويُمكن أن ينفذ الناسور عبر الجلد.
تنتشر النواسير بشكل خاص في منطقة الفتحة الشرجيّة وعندها يُسَمّى ناسور العِجان .
أعراض أخرى
قد يُعاني المصابون بمرض كرون بدرجة متقدّمة من الأعراض الآتية:
الحُمّى.
التعب.
التهاب المفاصل.
التهاب العينين.
مشاكل في الجلد.
التهاب في الكبد أو في القنوات الصفراوية.
تأخر في النموّ ومعيقات في التطوّر الجنسي عند الأطفال المصابون.
يختلف مسار داء كرون من شخص لآخر، وقد تكون هنالك فترات طويلة خالية من أي أعراض، أو فترات أخرى متكرّرة من آلام البطن والإسهال التي قد يُصاحبها في بعض الأحيان حُمّى أو نَزيف.
أسباب مرض كرون:
لا يوجد سبب واضح حتى الآن لتجدّد الالتهاب في إطار داء كرون، والباحثون ليسوا واثقين من أن الضغط النفسي، أو التغذية هما المسؤولان الرئيسيان على الرغم من أن كلا السّببين قد يزيد من حدّة أعراض داء كرون.
Comments